خطورة الأصولية القومية في نشر الزينوفوبيا

تكمن خطورة الأصولية القومية في نشر الزينوفوبيا (كراهية الأجانب) في طبيعتها الإقصائية التي تؤسس لمفهوم ضيق ومغلق للهوية، حيث ترفع “القومية” أو “العرق” إلى مرتبة المطلق والأصل الذي يجب الدفاع عنه بأي ثمن.
كيف تنشر الأصولية القومية الزينوفوبيا؟
تعمل الأصولية القومية على نشر كراهية الأجانب عبر عدة آليات مترابطة:
١. بناء مفهوم “الأمة النقية”
تسعى الأصولية القومية إلى تعريف الأمة أو “القوم” بطريقة متجانسة ومثالية، مبنية على أساس العرق، أو اللغة، أو التاريخ المشترك، أو مزيج منها.

الشعور بالتفوق: يغذي هذا المفهوم شعورًا بالتفوق الأخلاقي أو التاريخي أو الحضاري للقوم الأصلي.

التخوف من “التلوث”: تُصوّر أي عناصر غير منتمية (مهاجرون، أقليات عرقية أو دينية، أجانب) على أنها تهديد لـ “نقاء” الأمة أو “أصالتها”، مما يبرر الخوف منهم وكراهيتهم.
٢. شيطنة “الآخر” واتهامه بالفساد
لتعزيز التماسك الداخلي، تحتاج الأصولية القومية إلى عدو خارجي واضح.

كبش فداء: يتم تصوير الأجانب والمهاجرين كسبب للمشاكل الاقتصادية (سرقة الوظائف)، أو الاجتماعية (نشر الفساد والانحلال)، أو الأمنية (تهديد الاستقرار).

نزع الصفة الإنسانية (Dehumanization): يتم استخدام لغة وإعلام يقلل من شأن الأجنبي ويجرده من إنسانيته (مثل وصفهم بـ”الغزاة”، “الطفيليات”، أو “الخطر الديموغرافي”)، مما يسهل تبرير التمييز ضدهم بل والعنف.
٣. فرض الولاء المطلق وإقصاء التعددية
تطالب الأصولية القومية بولاء مطلق للهوية القومية الضيقة، وترفض الاعتراف بأي تعددية ثقافية أو هويات فرعية تتعارض مع هذا التعريف.

رفض الاندماج: يُنظر إلى محاولات المهاجرين أو الأقليات للحفاظ على هويتهم كدليل على الخيانة أو عدم الرغبة في الاندماج، مما يزيد من الشك والريبة تجاههم.

تشريع التمييز: تؤدي هذه النظرة إلى تبني سياسات وقوانين تمييزية تحد من حقوق الأجانب أو الأقليات، سواء في المواطنة، أو العمل، أو ممارسة الشعائر الدينية والثقافية.
النتائج الخطيرة للزينوفوبيا القومية
إن تغلغل الزينوفوبيا في الخطاب العام تحت مظلة الأصولية القومية يؤدي إلى نتائج وخيمة:

العنف الاجتماعي: يمكن أن يتصاعد التمييز اللفظي إلى عنف فعلي واعتداءات جسدية ضد المجموعات المستهدفة.

الاستقطاب والانقسام: تؤدي إلى انقسام المجتمع بين “نحن” (القوم الأصلي) و”هم” (الأجنبي)، مما يقوّض السلم الأهلي والتعايش.

إعاقة التنمية: إن إقصاء الكفاءات والمواهب الأجنبية أو تقييدها لأسباب عرقية أو قومية يعيق التطور الاقتصادي والاجتماعي للدولة.

تآكل الديمقراطية وحقوق الإنسان: عندما تصبح كراهية الأجنبي هي المعيار، تتراجع مفاهيم عالمية مثل حقوق الإنسان والمساواة أمام القانون.

أضف تعليق

موقع ويب تم إنشاؤه بواسطة ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

اكتشاف المزيد من Ahmed's Library

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

مواصلة القراءة