تعرف على سون تزو مؤلف كتاب فن الحرب

نظرة عامة

إذا كنت من محبي القراءة على وجه العموم ومن مهتمي التاريخ على وجه الخصوص، فلا بد أنك سمعت من قبل عن كتاب أسطوري يُعد ولحد من أعظم الكتب في وضع الاستراتيجيات يحمل اسم فن الحرب. فهذا الكتاب هو عبارة عن ترجمة مخطوطات صينية كتبت منذ ما يقرب من 2500 سنة، حيث يحتوي على العديد من المبادئ والاستراتيجيات التي لا تزال تُطبق في مجالات مختلفة اليوم، مثل الأعمال والتفاوض والقيادة. إن فهم محتويات هذا الكتاب يمكن أن يوفر لك رؤية عميقة حول كيفية تحقيق النجاح في مختلف محطات الحياة، وهو يُعتبر مرجعًا غنيًا للمستشارين والمخططين الذين يسعون إلى تحقيق أهدافهم بذكاء. وبالتالي، يعد “فن الحرب” أكثر من مجرد نص تاريخي، بل هو دليل استراتيجي متكامل يساعد على فهم الطبيعة البشرية ومهارات التعامل مع التحديات.

تعتبر هذه المخطوطات من الكتابات التي تثري معلومات قارئها بشكل كبير، خصوصاً وأنها كُتبت بأسلوب شرح مبسط يستطيع أن يقرأه الجميع. فهي تمثل مصدراً هاماً للمعرفة ولا تقتصر فقط على الخبرات الفردية، بل تشمل أيضاً دروساً مستفادة من تجارب تاريخية متنوعة وملاحم عسكرية. هذا الكتاب يحتوي على خلاصة خبرات ومعلومات وإستراتيجيات المفكر وقائد العسكري والفيلسوف العبقري الصيني سون تزو، الذي أبدع في عرض أفكاره حول فن الحرب، حيث يربط بين الاستراتيجيات العسكرية ومبادئ الحياة اليومية. وبفضل تلك الأفكار المتعمقة، يمكن للقارئ تطبيق ما يتعلمه ليس فقط في مجالات الأعمال والسياسة، ولكن أيضاً في تطوير الذات وتحسين العلاقات الشخصية والاجتماعية.

تاريخ سون تزو

يرجح المؤرخون أن سون تزو ولد تقريبا عام 551 قبل الميلاد و توفي سنة 496 قبل الميلاد و تعتبره الثقافة الصينية و ثقافات شرق آسيا على وجه العموم مفكر إستراتيجي و قائد عسكري أسطوري. إسمه الحقيقي هو سون وو Master Sun و لكن تكريما له و تبجيلا لمكانته و تعاليمه تم تلقيبه بسون تزو و التي تعني المعلم سون أو

و لأنه كان على قيد الحياة في زمن قديم جدا أصبح هناك بعض التضارب عن بعض الحقائق التي تخص سون تزو و لذلك اعتمدوا المؤرخوت على مصدرين أساسيين للتعرف على سون تزو المصدر الأول هو المؤرخ سيما كيان و المعروف بأبو المؤرخين الصينيين و الذي كان معاصرا لسلاة هان الحاكمة تحدث عن سون تزو في كتاب شي جي

المصدر الثاني هي مجموعة من الكتابات التي تحمل إسم “حول عصر الربيع و الخريف”، هذه الكتابات قديمة جداً وتُعتبر من أهم المصادر التاريخية في الأدب الصيني، حيث تعود إلى فترة يُعتقد أنها كانت مليئة بالأحداث السياسية والاجتماعية المهمة. يُعرف الكتاب في اللغة الصينية بإسم تشو كوين، وهو يتضمن مجموعة من السجلات التي توثق حياة الممالك المختلفة والحروب والنزاعات التي دارت بينها. تساهم هذه الكتابات في فهم تطور الفكر السياسي والاجتماعي في الصين خلال تلك الفترة، كما تعد مرجعاً أساسياً لدراسة الثقافة الصينية القديمة وتأثيرها على التاريخ الصيني الحديث.

الإختلاف الأساسي بين الكتابين كان على مكان ميلاد سون تزو، الذي يُعتبر واحدًا من أعظم المفكرين العسكريين في التاريخ. ففي كتاب شي جي، الذي يُصنف كواحد من المصادر الأكثر شهرة ودقة، ذكر أن مكان ميلاد سون تزو كانت في مقاطعة وو، وهو ما يعكس تأثير ثقافتها وخصوصيتها على تعاليمه واستراتيجياته الحربية. على الجانب الآخر، تأتي كتابات عصر الربيع والخريف لتشير إلى أن مكان ميلاد سون تزو كانت في مقاطعة كي، مما يثير تساؤلات حول هويته الجغرافية ويعكس الخلافات التي قد تنشأ نتيجة تباين الرؤى التاريخية. هذا التضارب في المعلومات يُبرز أيضًا التحديات التي تواجه الباحثين في توثيق الأحداث التاريخية بدقة، حيث يُعد سون تزو رمزًا للحكمة العسكرية وقد أثرى الفكر الاستراتيجي عبر العصور، بغض النظر عن مسقط رأسه.

و لكن جاء الإجماع على النقاط التالية

• إنتمائه السياسي
• وظيفته
• كتاباته

أجمعوا على أنه كان وزير و قائد في جيش ملك مقاطعة وو تحت حكم الملك هيلو و أنه كان معاصرا لعصر الممالك المتحاربة، وهي بإختصار كانت حقبة مليئة بالحروب بين 7 ممالك أساسية في الصين. خلال هذه الفترة المضطربة، تميزت الأحداث بعدد كبير من المعارك الكبرى التي غيرت من موازين القوى في المنطقة، مما جعل كل مملكة تسعى جاهدة لتوسيع نفوذها والتأكيد على سلطتها. وقد لعب هذا الوزير دورا هاما في تخطيط الاستراتيجيات العسكرية، وتجنيد الجنود، وإدارة الموارد، مما ساهم في الحفاظ على أمن مقاطعة وو وتقديم الدعم للملك في سعيه لتحقيق التوازن في تلك الأوقات العصيبة.

و أشهر قصة لسون تزو بناء على المؤرخ سيما كيان أن سون تزو خضع للإختبار فريد من نوعه من قبل الملك هيلو ملك مقاطعة وو قبل تعيينه وزيرا للملكة و قائدا لجيشها و كان الإختبار عبارة عن تدريب 360 إمرأة من حريم الملك و تحويلهم إلى جنديات و مقاتلات على أعلى مستوى من الكفاءة. وافق سون تزو على تدريبهم و قسمهم إلى فريقين و في كل فريق 180 جندية ثم إختار منهم إثنتين (كانوا الأقرب إلى الملك) ليرأسوا كل منهم فريق و أثناء التدريبات بدأ سون تزو في إعطاء الأوامر مثل لليمين در إلخ.. لكن لم ينفذوها أية من الفريقين خاصة و أن رئيستا الفريقين كانتا تضحكان بإستهزاء تجاه تلك الأوامر و كانت نتيجة ذلك أنه حكم عليهم بالإعدام و استبدلهم بآخرين

بسبب هذا الحكم القاسي إستطاع سون تزو أن يجعل منهم جنديات في منتهى الشراسة لذلك تم تعيينه كقائد لجيش الملك هيلو مع توالي الانتصارات، زاد غرور الملك، وأصبح لا يستمع إلى آراء الآخرين، وهو ما دفع سون وو إلى ترك الملك والعيش في قرية بعيدة و نائية. بعد وفاة سون وو، تحول اسمه إلى سون تزو، وكلمة تزو في اللغة الصينية مثل كلمة أستاذ أو المعلم في اللغة العربية، وهي تعني الرجل الذي بلغ المراتب العليا في العلم والفلسفة.

لشراء كتاب فن الحرب من أمازون